بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 312 بتاريخ الإثنين مارس 13, 2023 10:44 am
بعض القضايا المطروحة في رسالة الغفران:
صفحة 1 من اصل 1
بعض القضايا المطروحة في رسالة الغفران:
بعض القضايا المطروحة في رسالة الغفران:
حمّل المعرّي رسالة الغفران بعض القضايا التي شغلته و عبّر عن بعضها في اللزوميّات، و قد كانت رسالة ابن القارح أشبه ما تكون بالقـادح الذي جعله يتطرّق إلى هذه القضايـا بأسلوب مبطّن ظاهره هزل و إمتاع و ضحك و باطنه مواقف من بعض المسائل و بكاء لما آل إليه مآل العقيدة و تحطيم لبعض الأصنام التي خلقتها العامّة في أذهانها.
1) من القضايا الأدبيّة:
اتخذ المعرّي من كتـابة الرّسـالة مطيّة للتعبير عن مواقفه إزاء بعض القضـايا التـي تمسّ الأدب و الشّعر خاصّة فأبان عن ازدرائه لمسألة التكسّب بالشّعر و إراقة ماء الوجه لقاء عطيّة تعطى أو هديّة تهدى يقول مثلا على لسان إبليس معلّقا على قول ابن القارح«أنا فلانُ ابن فلانٍ من أهل حَلَبَ كانت صناعتي الأدب أتقرّب به إلى الملوك، فيقول: بئس الصّناعة، إنّها تَهَبُ غفّة من العيش، لا يتّسع بها العيال، و إنها لمزلّة بالقدم و كم أهلكت مثلك...»[1].كما يبين المعرّي عن موقفه من قضيّة الإنتحال في الشّعر يقول على لسان آدم و قد أصرّ ابن القارح على نسبة بعض الأبيات من الشّعر إليه رغم رفضه:«آليت ما نطقت هذا النّظيم، و لا نُطقَ في عصري و إنّما نظمه بعض الفارغين...»[2]. إضافة إلى هذين الموقفين يتجلي موقف المعرّي كذلك من مسألة المبالغات المشطّة في الشعر فها نحن نجد صخرا قد أُخذ بذنب أخته نتيجة مبالغتها فكا مثواه النّار المشتعلة في رأسه تجسيدا لمقولها فيه، أمّا الحطيئة و هو ما هو في قبح الألفاظ و معاني الهجاء ينال صكّ التوبة بفضل بيت صدق قاله في حياته و هجا به نفسه.
2) من القضايا الإجتماعيّة:
شهد القرن الخامس للهجرة ترفا بالغا في المطعم و الملبس و المسكن و انتشر اللهو الذي بلغ أحيانا حدّ التهتّك و المجون و الإستهتار و الملاحظ أنّ الثروات لم تكن موزّعة توزيعا عادلا بين فئات المجتمع فرجال الدّولة و بعض المترفين كانوا يعيشون حياة الرّخاء و الإسراف و كان أغلب النّاس يعيشون حـالة من الفقر و الفاقة و قد انعكست هذه الطّبقيّة في رسالة الغفران فنجد زهير بن أبي سلمى مثلا يسكن قصرا في الجنّة في حين أنّ الحطيئة و هو من قاطني الجنّة أيضا«رجل ليس عليه نور سكّان الجنّة و عنده شجرة قميئة ثمرها ليس بزاكٍ»[3]. كما رسم المعرّي تكالب الناس على الشهوات دون أن يردعهم رادع أو يصدّهم خلق فإذا بمجالس اللهو و الطرب منتشرة و المتع الحسّية مطلوبة مقابل الإعراض عن المتع الفكريّة و ها نحن نجد ابن القارح في الرّسالة يقمع حاجته لمعرفة أشعار الجنّ و الإطّلاع عليها مخافة تضييع بعض الفرص السانحة لإشباع غريزته و حواسّه.
3) من القضايا الدّينيّة و العقائديّة:
فضح المعرّي بعض المواقف التي جعلت الدّين و قيمه متهرّئة تصاب بالإقصاء، فإذا بالنّفاق عملة تتداول و كذلك الزّندقة و التلوّن حسب مقتضيات الحال، إضافة إلى هذه المواقف فقد صاغ المعرّي صورة للجنّة استند في خلقها إلى أذهان العامّة و معتقداتهم فإذا بها تصير أشبه بالماخور الدّنيويّ تستباح فيها المحرّمات بجميع أنواعها و تقترف فيها الكبـائر و الصّغـائر على حدّ سواء فلا دين يردع و لا ملك يكتب و يسجّل، فدنّست المقدّسات نتيجة لذلك، و صار التمنّع عن إرضاء الشّهوات في الدّنيا مجرّد إرجاء، قصد إشباعها في الدّار الباقية، و هذا النقد الذي حمله المعرّي قصد به كلّ الذين توقّفوا عند ظاهر النصّ القرآني دون النّفاذ إلى أعماقه.
و إلى جانب هذه التصوّرات التي تقصاها المعري و سجّلها فإنّه ردّ كذلك على بعض المذاهب الدينيّة و في مقدّمتهم الشيعة الذين يؤمنون بالشفاعة و يعلّقون عليها آمالهم للفوز بالجنّة كأن لا علم لهم بقوله تعالى: ﴿من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه﴾[4]و قوله﴿ليس لهم من دونه ولِيّ و لا شفيع﴾[5] و قوله﴿ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه﴾[6]﴿لا تغني شفاعتهم شيئا إلاّ من بعد أن يأذن الله لمن يشاء﴾[7] و عديدة هي الآيات التي تدور في هذا الفلك.
2 قراءة في أجناسيّة رسالة الغفران:
رسالة أم قصّة أم مسرحيّة هذا النصّ الغفرانيّ؟؟ أم إنّه شيء 'تلفيقيّ' جامع لكل ما ذكرنا؟؟ العديد من المشتغلين على هذا النصّ يحاولون إقحامه في خانة دون أخرى مستندين إلى بعض الحجج مقصين عددا آخر فبنت الشّاطئ مثلا تقرّ بكلّ اطمئنان بأنّ هذا النصّ مندرج في باب المسرحيّة في حين يذهب حسين الواد إلى اعتبار هذا الأثر قصّة أو هو جماع قصص عدة يقول«و الواقع أنّ لكلّ شخص في الرّحلة قصّته بما في ذلك الحيوان...و القصص ينضمّ بعضها إلى بعض و الرّاوي ينقل في صيغة الحاضر كلّ ما يحدث.. و كلّ ذلك قصّة كبيرة تروي لنا شيئا فشيئا، و هي قصّة الرّحلة في رسالة الغفران»[8]. أمّا مؤلّفا كتاب أدبيّة الرّحلة في رسالة الغفران و إن أقرّا في البداية اجتماع أجناس أدبيّة عدّة في الرّسالة يقولان:«فهو(قسم الرّحلة) في الحقّ جماع أجناس، استعار من المسرح الحوار و صدامه و من القصّة الراوي و حيله و من القصيدة المغنى و إيقاعه و من المقامة السّجع و أجراسه و من الخرافة العجيب بألوانه»[9] غير أنهما أقرّا في نهاية هذا الفصل بأنّ قسم الرّحلة قصّة ترسّليّة أو رسالة قصصيّة:« لا يسمح استنطاق البنية القصصيّة بأكثر من هذا التّخريج: الرّحلة قصّة ترسّليّة أو رسالة قصصيّة و لكن لمسألتي التخيّل و السّخرية أحكاما إضافيّة في هذا الشّأن»[10].
و إذا حاولنا الخروج من هذا الجدل و الرّكون إلى موقف محدّد فإننا نجد أنّ الرّحلة و إن اشتملت على مقوّمات القصّ و أنماطه إلاّ أنّها لا يمكن أن تكون بأيّ حال من الأحوال قصّة بالمعني الحديث للمصطلح فالحبكة تكاد تكون منعدمة خاصّة في تحوّل ابن القارح من شخصيّة إلى أخرى فالبطل يسير على غير منهج و الراوي يتتبعه في ذلك كما أنّ الإستطرادات الكثيرة التي تضمّنها النصّ جعلته في بعض الأحيان ينقلب إلى مجرّد درس في مسألة من المسائل.
إنّ رسالة الغفران إذا ليست قصّة من جنس القصص التي يكتب الدعاجي أو تيمور أو إدريس و إنّما هي ضرب من القصّ القديم تستبيح ما يعدّ اليوم في عالم القصّ منكرا وهي نصّ إذا ما حاولنا إخضاعه إلى المقاييس الأجنـاسيّة الحديثة تفلّت و استعصى و ظلّ مناورا لا يروم قيدا.
على سبيل الخاتمة:
أنشأ المعرّي رسالة الغفران في قالب رسالة مشتملة على أحداث قصصيّة بأسلوب ساخر و متهكّم ليطرح العديد من القضايا و المواقف، و الناظر إلى هذا النصّ من جهة هزليّته، يحار قبل الإقدام على مغامرة الضحك، سيما و هو يرى جوانب عدّة من ذاته في ابن القارح الأضحوكة، كما أن هذا النصّ يطرح العديد من القضايا العقائديّة التي لحقها التشويش، و هي و إن عمدت إلى زعزعة بعض هذه القناعات إلاّ أنّها لم تقدّم أجوبة بقدر ما طرحت العديد من الأسئلة و التساؤلات معظمها سيبقى مرتهنا بالغيبيّات.
[1] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص138.
[2] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص172.
[3] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص ص 136 و 137.
[4] البقرة 255
[5] الأنعام 51
[6] يونس3
[7] النجم 26
[8] الواد، حسين: البنية القصصيّة في رسالة الغفران، تونس، دار الجنوب للنشر، 1993، ص 85.
[9] الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، نفسه ص8.
[10] الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، نفسه ص58.
ثبت في المصادر و المراجع
المصدر
1-المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، تحقيق و شرح محمد عزّت نصر الله، بيروت-لبنان، المكتبة الثقافيّة، (د.ت)
المراجع
1-الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، أدبيّة الرّحلة في رسالة الغفران، صفاقس- تونس، دار محمّد علي الحامّي، ط 1 ،1999.
2-الواد، حسين: البنية القصصيّة في رسالة الغفران، تونس، دار الجنوب للنشر، 1993.
منقولcobraaa
كبير مراقبي المنتدى العام و التعليمي
تونيزيا سات
حمّل المعرّي رسالة الغفران بعض القضايا التي شغلته و عبّر عن بعضها في اللزوميّات، و قد كانت رسالة ابن القارح أشبه ما تكون بالقـادح الذي جعله يتطرّق إلى هذه القضايـا بأسلوب مبطّن ظاهره هزل و إمتاع و ضحك و باطنه مواقف من بعض المسائل و بكاء لما آل إليه مآل العقيدة و تحطيم لبعض الأصنام التي خلقتها العامّة في أذهانها.
1) من القضايا الأدبيّة:
اتخذ المعرّي من كتـابة الرّسـالة مطيّة للتعبير عن مواقفه إزاء بعض القضـايا التـي تمسّ الأدب و الشّعر خاصّة فأبان عن ازدرائه لمسألة التكسّب بالشّعر و إراقة ماء الوجه لقاء عطيّة تعطى أو هديّة تهدى يقول مثلا على لسان إبليس معلّقا على قول ابن القارح«أنا فلانُ ابن فلانٍ من أهل حَلَبَ كانت صناعتي الأدب أتقرّب به إلى الملوك، فيقول: بئس الصّناعة، إنّها تَهَبُ غفّة من العيش، لا يتّسع بها العيال، و إنها لمزلّة بالقدم و كم أهلكت مثلك...»[1].كما يبين المعرّي عن موقفه من قضيّة الإنتحال في الشّعر يقول على لسان آدم و قد أصرّ ابن القارح على نسبة بعض الأبيات من الشّعر إليه رغم رفضه:«آليت ما نطقت هذا النّظيم، و لا نُطقَ في عصري و إنّما نظمه بعض الفارغين...»[2]. إضافة إلى هذين الموقفين يتجلي موقف المعرّي كذلك من مسألة المبالغات المشطّة في الشعر فها نحن نجد صخرا قد أُخذ بذنب أخته نتيجة مبالغتها فكا مثواه النّار المشتعلة في رأسه تجسيدا لمقولها فيه، أمّا الحطيئة و هو ما هو في قبح الألفاظ و معاني الهجاء ينال صكّ التوبة بفضل بيت صدق قاله في حياته و هجا به نفسه.
2) من القضايا الإجتماعيّة:
شهد القرن الخامس للهجرة ترفا بالغا في المطعم و الملبس و المسكن و انتشر اللهو الذي بلغ أحيانا حدّ التهتّك و المجون و الإستهتار و الملاحظ أنّ الثروات لم تكن موزّعة توزيعا عادلا بين فئات المجتمع فرجال الدّولة و بعض المترفين كانوا يعيشون حياة الرّخاء و الإسراف و كان أغلب النّاس يعيشون حـالة من الفقر و الفاقة و قد انعكست هذه الطّبقيّة في رسالة الغفران فنجد زهير بن أبي سلمى مثلا يسكن قصرا في الجنّة في حين أنّ الحطيئة و هو من قاطني الجنّة أيضا«رجل ليس عليه نور سكّان الجنّة و عنده شجرة قميئة ثمرها ليس بزاكٍ»[3]. كما رسم المعرّي تكالب الناس على الشهوات دون أن يردعهم رادع أو يصدّهم خلق فإذا بمجالس اللهو و الطرب منتشرة و المتع الحسّية مطلوبة مقابل الإعراض عن المتع الفكريّة و ها نحن نجد ابن القارح في الرّسالة يقمع حاجته لمعرفة أشعار الجنّ و الإطّلاع عليها مخافة تضييع بعض الفرص السانحة لإشباع غريزته و حواسّه.
3) من القضايا الدّينيّة و العقائديّة:
فضح المعرّي بعض المواقف التي جعلت الدّين و قيمه متهرّئة تصاب بالإقصاء، فإذا بالنّفاق عملة تتداول و كذلك الزّندقة و التلوّن حسب مقتضيات الحال، إضافة إلى هذه المواقف فقد صاغ المعرّي صورة للجنّة استند في خلقها إلى أذهان العامّة و معتقداتهم فإذا بها تصير أشبه بالماخور الدّنيويّ تستباح فيها المحرّمات بجميع أنواعها و تقترف فيها الكبـائر و الصّغـائر على حدّ سواء فلا دين يردع و لا ملك يكتب و يسجّل، فدنّست المقدّسات نتيجة لذلك، و صار التمنّع عن إرضاء الشّهوات في الدّنيا مجرّد إرجاء، قصد إشباعها في الدّار الباقية، و هذا النقد الذي حمله المعرّي قصد به كلّ الذين توقّفوا عند ظاهر النصّ القرآني دون النّفاذ إلى أعماقه.
و إلى جانب هذه التصوّرات التي تقصاها المعري و سجّلها فإنّه ردّ كذلك على بعض المذاهب الدينيّة و في مقدّمتهم الشيعة الذين يؤمنون بالشفاعة و يعلّقون عليها آمالهم للفوز بالجنّة كأن لا علم لهم بقوله تعالى: ﴿من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه﴾[4]و قوله﴿ليس لهم من دونه ولِيّ و لا شفيع﴾[5] و قوله﴿ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه﴾[6]﴿لا تغني شفاعتهم شيئا إلاّ من بعد أن يأذن الله لمن يشاء﴾[7] و عديدة هي الآيات التي تدور في هذا الفلك.
2 قراءة في أجناسيّة رسالة الغفران:
رسالة أم قصّة أم مسرحيّة هذا النصّ الغفرانيّ؟؟ أم إنّه شيء 'تلفيقيّ' جامع لكل ما ذكرنا؟؟ العديد من المشتغلين على هذا النصّ يحاولون إقحامه في خانة دون أخرى مستندين إلى بعض الحجج مقصين عددا آخر فبنت الشّاطئ مثلا تقرّ بكلّ اطمئنان بأنّ هذا النصّ مندرج في باب المسرحيّة في حين يذهب حسين الواد إلى اعتبار هذا الأثر قصّة أو هو جماع قصص عدة يقول«و الواقع أنّ لكلّ شخص في الرّحلة قصّته بما في ذلك الحيوان...و القصص ينضمّ بعضها إلى بعض و الرّاوي ينقل في صيغة الحاضر كلّ ما يحدث.. و كلّ ذلك قصّة كبيرة تروي لنا شيئا فشيئا، و هي قصّة الرّحلة في رسالة الغفران»[8]. أمّا مؤلّفا كتاب أدبيّة الرّحلة في رسالة الغفران و إن أقرّا في البداية اجتماع أجناس أدبيّة عدّة في الرّسالة يقولان:«فهو(قسم الرّحلة) في الحقّ جماع أجناس، استعار من المسرح الحوار و صدامه و من القصّة الراوي و حيله و من القصيدة المغنى و إيقاعه و من المقامة السّجع و أجراسه و من الخرافة العجيب بألوانه»[9] غير أنهما أقرّا في نهاية هذا الفصل بأنّ قسم الرّحلة قصّة ترسّليّة أو رسالة قصصيّة:« لا يسمح استنطاق البنية القصصيّة بأكثر من هذا التّخريج: الرّحلة قصّة ترسّليّة أو رسالة قصصيّة و لكن لمسألتي التخيّل و السّخرية أحكاما إضافيّة في هذا الشّأن»[10].
و إذا حاولنا الخروج من هذا الجدل و الرّكون إلى موقف محدّد فإننا نجد أنّ الرّحلة و إن اشتملت على مقوّمات القصّ و أنماطه إلاّ أنّها لا يمكن أن تكون بأيّ حال من الأحوال قصّة بالمعني الحديث للمصطلح فالحبكة تكاد تكون منعدمة خاصّة في تحوّل ابن القارح من شخصيّة إلى أخرى فالبطل يسير على غير منهج و الراوي يتتبعه في ذلك كما أنّ الإستطرادات الكثيرة التي تضمّنها النصّ جعلته في بعض الأحيان ينقلب إلى مجرّد درس في مسألة من المسائل.
إنّ رسالة الغفران إذا ليست قصّة من جنس القصص التي يكتب الدعاجي أو تيمور أو إدريس و إنّما هي ضرب من القصّ القديم تستبيح ما يعدّ اليوم في عالم القصّ منكرا وهي نصّ إذا ما حاولنا إخضاعه إلى المقاييس الأجنـاسيّة الحديثة تفلّت و استعصى و ظلّ مناورا لا يروم قيدا.
على سبيل الخاتمة:
أنشأ المعرّي رسالة الغفران في قالب رسالة مشتملة على أحداث قصصيّة بأسلوب ساخر و متهكّم ليطرح العديد من القضايا و المواقف، و الناظر إلى هذا النصّ من جهة هزليّته، يحار قبل الإقدام على مغامرة الضحك، سيما و هو يرى جوانب عدّة من ذاته في ابن القارح الأضحوكة، كما أن هذا النصّ يطرح العديد من القضايا العقائديّة التي لحقها التشويش، و هي و إن عمدت إلى زعزعة بعض هذه القناعات إلاّ أنّها لم تقدّم أجوبة بقدر ما طرحت العديد من الأسئلة و التساؤلات معظمها سيبقى مرتهنا بالغيبيّات.
[1] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص138.
[2] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص172.
[3] المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، نفسه ص ص 136 و 137.
[4] البقرة 255
[5] الأنعام 51
[6] يونس3
[7] النجم 26
[8] الواد، حسين: البنية القصصيّة في رسالة الغفران، تونس، دار الجنوب للنشر، 1993، ص 85.
[9] الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، نفسه ص8.
[10] الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، نفسه ص58.
ثبت في المصادر و المراجع
المصدر
1-المعرّي أبو العلاء، رسالة الغفران، تحقيق و شرح محمد عزّت نصر الله، بيروت-لبنان، المكتبة الثقافيّة، (د.ت)
المراجع
1-الرقيق عبد الوهاب و بن صالح هند، أدبيّة الرّحلة في رسالة الغفران، صفاقس- تونس، دار محمّد علي الحامّي، ط 1 ،1999.
2-الواد، حسين: البنية القصصيّة في رسالة الغفران، تونس، دار الجنوب للنشر، 1993.
منقولcobraaa
كبير مراقبي المنتدى العام و التعليمي
تونيزيا سات
مواضيع مماثلة
» رسالة الغفران: بحث في أهمّ المسائل
» الفن القصصي في رسالة الغفران
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج2
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج3
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج4
» الفن القصصي في رسالة الغفران
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج2
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج3
» الفن القصصي في رسالة الغفران ج4
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أكتوبر 01, 2016 1:29 pm من طرف صالح زيد
» بنية مقال تحليل النص
الجمعة مارس 18, 2016 6:47 pm من طرف lamine
» مارسيل خليفة من السالمية نت
الجمعة مارس 18, 2016 6:30 pm من طرف lamine
» الإحداث في "حدث أبو هريرة قال"
الإثنين أبريل 20, 2015 11:59 pm من طرف lamine
» النص و التأويل
الثلاثاء ديسمبر 16, 2014 2:54 am من طرف ssociologie
» نسبية الاخلاق
الخميس مايو 22, 2014 10:36 am من طرف besma makhlouf
» العربية في الباكالوريا
الخميس نوفمبر 14, 2013 12:57 am من طرف الأستاذ
» الفكر الأخلاقي المعاصر
الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 11:39 am من طرف هاني
» محاورة الكراتيل
الإثنين يناير 07, 2013 11:10 pm من طرف بسمة السماء