بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 47 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 47 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 312 بتاريخ الإثنين مارس 13, 2023 10:44 am
مواجهة اللايقين ج2
صفحة 1 من اصل 1
مواجهة اللايقين ج2
ع – إ : إذا كانت هناك مؤسسة ما، تلعب دورا هاما في تكوين الثقافة، فإنها المدرسة طبعا . إنكم قد قدمتم تفكيرا حول المعارف للثانوية، ما هي افتراضاتكم من أجل إعادة إصلاح النظام التربوي على مستوى المعارف والد رايات ؟
إ – م : أعتقد أن هذا النظام ينبغي أن يتم وفق خمس مبادئ :
- الأول يقف وراءه مونتاين " رأس مهيأة جدا خير من مليئة حشوا " إذن، دماغ يعرف كيف ينظم المعارف، وهذا ممكن فيما أعتقد، وكما بينته في مؤلفاتي حول المنهج[1](1).
- الثاني , ذلك الذي ل " رو سو" الذي قال في " إميل " : " سأعلمه الشرط الإنساني " إذن , العمل على جعل مختلف المعارف العلمية، والإنسانية والفنية، تتجه بشكل اتفاقي convergent لإضاءة الشرط الإنساني.
- المبدأ الثالث هو أيضا ل " رو سو " الذي قال فيه : " ينبغي أن نعلمه كيف يحيا " لقد كان شعر القرن 19 وروايته وكذا فنونه، مدرسة حقيقية للتعقيد الإنساني , في حين تسعى كل علوم هذا العصر إلى تهميش الفرد والذات وحذف كل ما هو ملموس.
- الرابع، يتعلق بتعلم المواطنة، لذا ينبغي لمن يدمج الآخر في علاقته، أن يمر عبر معرفة التاريخ، والفلسفة السياسية والعلوم القانونية . إن التاريخ - كمادة دراسية مقدرة أيما تقدير في فرنسا مع أنها في بلدان أخرى لا تحظى بنفس التقدير كما هو في الولايات المتحدة مثلا – ينبغي أن يعلمنا كيف نشعر أننا مواطنو بلدنا، وأوربا بل والأرض أيضا . إنه لمن الأصلح، أن يبني فتى ما، تمثلا ومعارف تهم التاريخ الوطني، لكن دون إهمال لتاريخ الإنسانية، حيث اكتشاف وجود هويات جماعية أخرى، وبالتالي وجهات نظر أخرى.
- - المبدأ الخامس، هو بلا شك، ذلك الذي ينقص تعليمنا، أي : تعلم مواجهة اللايقين . لقد بيّن لنا علم الكون، أن مغامرة ما للكوسموس لا يمكن أن يحاط بعلمها مسبقا، كما أن علم الأحياء الإحاثي((Paléo-biologie وكذا تاريخ الإمبراطوريات، يعلمنا أنه تمت هناك تدميرات ضخمة في الكائنات الحية . فالحتمية بالتالي انهارت، وأصبحت كل مغامرة للكوسموس و كذا المغامرة الإنسانية، ينبغي أن تتصور على أنها مواجهة مع اللايقين . إنه على هذا الذي ينبغي تهييئ العقول له، فلقد عرف نهاية هذا القرن اختفاء تصورين كبيرين للعالم، ذلك الذي للحضارات الكلاسيكية- كالأزتيك أو المصريين الذين كانوا يعتقدون بالزمن الدائري والاستئناف المستمر للعالم- وذلك الذي لمسيرة التقدم كقانون لا رجعة فيه , ولا مفر منه.
حاليا، لا يمكننا الحسم في القول إذا ما كان سيستمر التقدم، لأننا في مواجهة باللايقين، وهذا الذي ينبغي أن يكون غاية ومقصدا في التربية، عوض تهييئ أشخاص ينتظرون اللامنتظر واللامتوقع. لقد كانت هذه رسالة تكهنات أوريبيد منذ 2500 سنة !
ع – إ : لقد بدا لنا، أنه من الواضح جعل مختلف مراتب المعرفة، تتواصل فيما بينها، إلى جانب تعلم المواطنة الكونية، وتعليم اللايقين . لكن ما قيمة المعارف إذا لم تكن تسمح للإنسان أن يحدد فعله وقيمه ؟ كيف يمكن للإنسان أن يتصرف إذا كان لا يستند إلا لمعارف علمية , وحتى وإن كانت مركبة وتتقبل اللايقين ؟
إ – م : إنها فعلا قضية جوهرية، لأنه في وقتنا الراهن هناك قطيعة بين حكم فعل وحكم قيمة , بين الثقافة العلمية التي هي مجزأة بدورها، وتلك التي للثقافة الإنسانية التي يمكن أن تغذي الحياة والهويات والتصرفات . إن العلم ليس له إلا قيمة واحدة، ألا وهي البحث عن المعرفة من أجل المعرفة، حتى أصبحنا اليوم لا نعرف حدودها . لقد قرر النازيون أنه، بما أن المطلوب هو المعرفة، فالتجريب في البشرية إذن، ممكن وشرعي . كما بيّن، أيضا، استعمال الطاقة النووية والمناولات الوراثية، حدودا لايمكن أن يدركها إلا العقل الأخلاقي . وعليه , فالعلم لا يفرز أخلاقا، كما أتيح للحكماء الأقدمون الذين كانوا في الوقت ذاته، عارفين وأخلاقيين، وليس كما هو حال علمائنا اليوم.
ينبغي إذن، العمل على وصل الثقافتين معا، لأن انحلال إحداهما، يكون في غياب تلاحم بعضهما البعض . وفي تقديري , يمثل هذا حال الفلسفة اليوم، والتي منذ برغسون قطّعت أواصرها بالعلم، شاملا هذا التقطيع العلوم الإنسانية هي الأخرى، والنتيجة، عدم قدرة الثقافة العلمية في أن تفكر بصدد الثقافة الفلسفية و الإنسانية .
بالإضافة إلى ذلك , ينبغي بخصوص الإنسانيات أن تتجدد عبر الأدب , هذا الأخير الذي يفتقر إلى توظيف جدي يليق بمقامه، فالطلبة والتلاميذ عادة ما يتم إشباعهم بنظريات سيميوطيقية، وتراكيبية، وتحلينفسية ,الخ .. و هذا ما يجعلهم يفقدون شهية القراءة، في حين أن الأدب يعمل على إدراج الشرط الإنساني، في المعرفة وفي تعلم الحياة معا.
إن الإنسان الفاضل اليوم، لا ينبغي له أن يتغذى فقط بالعلوم، ولكن بالروايات والأشعار أيضا، فالنوعية الشعرية للوجود، ضرورية وأساسية، هذا بالإضافة إلى أن الأدب يدفعنا نحو التفكير في المصير الإنساني.
كتب مكتب دراسات الوحدة العربية
منقول عن فكر ونقد
إ – م : أعتقد أن هذا النظام ينبغي أن يتم وفق خمس مبادئ :
- الأول يقف وراءه مونتاين " رأس مهيأة جدا خير من مليئة حشوا " إذن، دماغ يعرف كيف ينظم المعارف، وهذا ممكن فيما أعتقد، وكما بينته في مؤلفاتي حول المنهج[1](1).
- الثاني , ذلك الذي ل " رو سو" الذي قال في " إميل " : " سأعلمه الشرط الإنساني " إذن , العمل على جعل مختلف المعارف العلمية، والإنسانية والفنية، تتجه بشكل اتفاقي convergent لإضاءة الشرط الإنساني.
- المبدأ الثالث هو أيضا ل " رو سو " الذي قال فيه : " ينبغي أن نعلمه كيف يحيا " لقد كان شعر القرن 19 وروايته وكذا فنونه، مدرسة حقيقية للتعقيد الإنساني , في حين تسعى كل علوم هذا العصر إلى تهميش الفرد والذات وحذف كل ما هو ملموس.
- الرابع، يتعلق بتعلم المواطنة، لذا ينبغي لمن يدمج الآخر في علاقته، أن يمر عبر معرفة التاريخ، والفلسفة السياسية والعلوم القانونية . إن التاريخ - كمادة دراسية مقدرة أيما تقدير في فرنسا مع أنها في بلدان أخرى لا تحظى بنفس التقدير كما هو في الولايات المتحدة مثلا – ينبغي أن يعلمنا كيف نشعر أننا مواطنو بلدنا، وأوربا بل والأرض أيضا . إنه لمن الأصلح، أن يبني فتى ما، تمثلا ومعارف تهم التاريخ الوطني، لكن دون إهمال لتاريخ الإنسانية، حيث اكتشاف وجود هويات جماعية أخرى، وبالتالي وجهات نظر أخرى.
- - المبدأ الخامس، هو بلا شك، ذلك الذي ينقص تعليمنا، أي : تعلم مواجهة اللايقين . لقد بيّن لنا علم الكون، أن مغامرة ما للكوسموس لا يمكن أن يحاط بعلمها مسبقا، كما أن علم الأحياء الإحاثي((Paléo-biologie وكذا تاريخ الإمبراطوريات، يعلمنا أنه تمت هناك تدميرات ضخمة في الكائنات الحية . فالحتمية بالتالي انهارت، وأصبحت كل مغامرة للكوسموس و كذا المغامرة الإنسانية، ينبغي أن تتصور على أنها مواجهة مع اللايقين . إنه على هذا الذي ينبغي تهييئ العقول له، فلقد عرف نهاية هذا القرن اختفاء تصورين كبيرين للعالم، ذلك الذي للحضارات الكلاسيكية- كالأزتيك أو المصريين الذين كانوا يعتقدون بالزمن الدائري والاستئناف المستمر للعالم- وذلك الذي لمسيرة التقدم كقانون لا رجعة فيه , ولا مفر منه.
حاليا، لا يمكننا الحسم في القول إذا ما كان سيستمر التقدم، لأننا في مواجهة باللايقين، وهذا الذي ينبغي أن يكون غاية ومقصدا في التربية، عوض تهييئ أشخاص ينتظرون اللامنتظر واللامتوقع. لقد كانت هذه رسالة تكهنات أوريبيد منذ 2500 سنة !
ع – إ : لقد بدا لنا، أنه من الواضح جعل مختلف مراتب المعرفة، تتواصل فيما بينها، إلى جانب تعلم المواطنة الكونية، وتعليم اللايقين . لكن ما قيمة المعارف إذا لم تكن تسمح للإنسان أن يحدد فعله وقيمه ؟ كيف يمكن للإنسان أن يتصرف إذا كان لا يستند إلا لمعارف علمية , وحتى وإن كانت مركبة وتتقبل اللايقين ؟
إ – م : إنها فعلا قضية جوهرية، لأنه في وقتنا الراهن هناك قطيعة بين حكم فعل وحكم قيمة , بين الثقافة العلمية التي هي مجزأة بدورها، وتلك التي للثقافة الإنسانية التي يمكن أن تغذي الحياة والهويات والتصرفات . إن العلم ليس له إلا قيمة واحدة، ألا وهي البحث عن المعرفة من أجل المعرفة، حتى أصبحنا اليوم لا نعرف حدودها . لقد قرر النازيون أنه، بما أن المطلوب هو المعرفة، فالتجريب في البشرية إذن، ممكن وشرعي . كما بيّن، أيضا، استعمال الطاقة النووية والمناولات الوراثية، حدودا لايمكن أن يدركها إلا العقل الأخلاقي . وعليه , فالعلم لا يفرز أخلاقا، كما أتيح للحكماء الأقدمون الذين كانوا في الوقت ذاته، عارفين وأخلاقيين، وليس كما هو حال علمائنا اليوم.
ينبغي إذن، العمل على وصل الثقافتين معا، لأن انحلال إحداهما، يكون في غياب تلاحم بعضهما البعض . وفي تقديري , يمثل هذا حال الفلسفة اليوم، والتي منذ برغسون قطّعت أواصرها بالعلم، شاملا هذا التقطيع العلوم الإنسانية هي الأخرى، والنتيجة، عدم قدرة الثقافة العلمية في أن تفكر بصدد الثقافة الفلسفية و الإنسانية .
بالإضافة إلى ذلك , ينبغي بخصوص الإنسانيات أن تتجدد عبر الأدب , هذا الأخير الذي يفتقر إلى توظيف جدي يليق بمقامه، فالطلبة والتلاميذ عادة ما يتم إشباعهم بنظريات سيميوطيقية، وتراكيبية، وتحلينفسية ,الخ .. و هذا ما يجعلهم يفقدون شهية القراءة، في حين أن الأدب يعمل على إدراج الشرط الإنساني، في المعرفة وفي تعلم الحياة معا.
إن الإنسان الفاضل اليوم، لا ينبغي له أن يتغذى فقط بالعلوم، ولكن بالروايات والأشعار أيضا، فالنوعية الشعرية للوجود، ضرورية وأساسية، هذا بالإضافة إلى أن الأدب يدفعنا نحو التفكير في المصير الإنساني.
كتب مكتب دراسات الوحدة العربية
منقول عن فكر ونقد
مواضيع مماثلة
» مواجهة اللايقين ج1
» الفلسفة في مواجهة عنف المغالطة
» الثقب الأسود الخامس: ندرِّس اليقين ولا ندرِّس اللايقين والمحتمَل والمفاجئ
» الفلسفة في مواجهة عنف المغالطة
» الثقب الأسود الخامس: ندرِّس اليقين ولا ندرِّس اللايقين والمحتمَل والمفاجئ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أكتوبر 01, 2016 1:29 pm من طرف صالح زيد
» بنية مقال تحليل النص
الجمعة مارس 18, 2016 6:47 pm من طرف lamine
» مارسيل خليفة من السالمية نت
الجمعة مارس 18, 2016 6:30 pm من طرف lamine
» الإحداث في "حدث أبو هريرة قال"
الإثنين أبريل 20, 2015 11:59 pm من طرف lamine
» النص و التأويل
الثلاثاء ديسمبر 16, 2014 2:54 am من طرف ssociologie
» نسبية الاخلاق
الخميس مايو 22, 2014 10:36 am من طرف besma makhlouf
» العربية في الباكالوريا
الخميس نوفمبر 14, 2013 12:57 am من طرف الأستاذ
» الفكر الأخلاقي المعاصر
الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 11:39 am من طرف هاني
» محاورة الكراتيل
الإثنين يناير 07, 2013 11:10 pm من طرف بسمة السماء